صيام العشر من ذي الحجة وحكمه قبل قضاء أيام رمضان
العشر من ذي الحجة تعد من أفضل أيام الله صياما وقياما، وأعظمها عند الله أجرا وفضل العبادة فيها لا يضاهيه ثواب آخر.
وجاء في فضل قيامها ما رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر.
واستحب أهل العلم صيام الأيام التسعة من ذي الحجة، لما ورد في مسند أحمد وسنن النسائي عن حفصة رضي الله عنها قالت: أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة، والمراد التسعة الأولى من ذي الحجة، إذ يحرم صوم يوم النحر اتفاقًا، وهذا الحديث ضعفه بعض أهل العلم كالألباني والأرناؤوط ولكن الاستدلال به مع ذلك يظل سائغًا، ويتسأل الكثير من الذين عليه أيام من رمضان هل يجوز صوم العشر من ذي الحجة قبل قضاء أيام من رمضان؟
اختلف العلماء في حكم صيام التطّوع قبل القضاء، فذهب بعض أهل العلم إلى أنه " لا يصح التطوع قبل القضاء، وعللوا : أن النافلة لا تؤدى قبل الفريضة، وذهب البعض الأخر إلى جواز ذلك ما لم يضق الوقت، وقالوا : ما دام الوقت موسّعاً فإنه يجوز أن يتنفّل، كما لو تنفّل قبل أن يصلي، فمثلاً الظهر يدخل وقتها من الزوال وينتهي إذا صار ظل كلّ شيء مثله ، فله أن يؤخّرها إلى آخر الوقت ، وفي هذه المدّة يجوز له أن يتنفّل ، لأن الوقت موسّع، والأفضل أن يجمع بين قضاء النافلة وقضاء رمضان.
أفضل الذكر وأوقاته في هذه الليالي
قالت دار الإفتاء إنه يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، قال الله عز وجل: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾ [الحج: 28].
وخص النبي -صلى الله عليه وسلم- الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، بكثرة التحميد والتهليل والتكبير، وهي: «الحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، ويعد العمل الصالح في الأيام العشر من ذي الحجة هو أحب إلى الله تعالى من العمل في غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام عشر ذي الحجة».
ويعتبر التحميد والتهليل والتكبير في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة من الأعمال الصالحة التي تدخل صاحبها الجنة، كما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ما أهل مهل قط إلا بشر، ولا كبر مكبر قط إلا بشر، قيل: يا رسول الله، بالجنة؟ قال: نعم».
وأكد أن هذا الأمر يدل على أهمية هذه الأيام وأهمية العمل الصالح وما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيها من هذه الأيام، منوها أنها أيام تدعوا للجد والاجتهاد وأفضل الأعمال التي يتقرب الله فيها في هذه الأيام هي الذكر قال الله تعالى: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"، الآية 27 من سورة الحج.
وأشار إلى أن أفضل الذكر التكبير والتهليل والتلبية، ويبدأ التكبير من أول يوم ذي الحجة وهو سنة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان الصحابة يطوفون الشوارع والطرقات ويهللون ويكبرون فرحا وسرروا بهذه الأيام المباركة.